الأربعاء، 27 أبريل 2016

رؤية الهند 202

الهند تكتسح العالم في 2020! 

يحمل عام 2020 الكثير من التغيرات في مستقبل وشكل الهند ومكانتها في العالم الحديث. وستكون كلمة السر في تطوير الهند وتقدمها هو الاعتماد علي التكنولوجيا في بناء مشروعات مربحة بالإضافة الي البنية التحتية وتطوير الأحياء العشوائية والاهتمام بالرعاية الصحية والتعليم .وعلي الرغم من صعوبة الوضع الذي كان يعيش فيه سكان الهند في الماضي إلا أن الكاتبة سيرمانا ميترا لديها إيمان عميق بأن هؤلاء الأشخاص قادرون علي بناء الهند ودخولها حلبة التنافس الدولي لتكون قوة عالمية .وهو ما دفعها إلي إصدار كتابها الجديد"رؤية الهند عام 2020" لترسم تصورها للهند بعد عشر سنوات من الآن. 

ودعت الكاتبة الي ضرورة ان تحرر الهند من قيود الاعتماد علي المنتجات الأمريكية وان يكون البديل هو اللجوء الي منتجاتها الخاصة.فعلي الهند أن تنفض غبار قرون من الهوان وان تقف علي قدميها لتصبح بين الكيانات العالمية.ويشير الكتاب إلي أن السبيل الي التغلب علي كافة المشكلات هو التحلي بالطموح والشجاعة.
وباتت الهند في الآونة الأخيرة واحدة من أهم المراكز الأساسية للاستثمار العالمي وجذب رجال الأعمال حول العالم وهو ما مهد لها الطريق لتصبح قوة عالمية وسط خضم تحديات لا تعد ولا تحصي في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد العالمي من الركود.وما يجعل هذا الكتاب مختلفاً عن غيره من الكتب التي تتناول سبل نجاح المشروعات الاقتصادية هو إيمان الكاتبة بأننا حقا نعيش الهند عام 2020 ولسنا في عام2010.. فالحلم مشروع ويمكن تحقيقه فكل منا يكاد يكون لديه فكرة ولكن دون ان توضع موضع تنفيذ وهو ما قد يجعلها تذهب سدي في زحمة الحياة اليومية . يوجه الكتاب النصيحة بضرورة تضافر كافة الأفكار الناجحة حتي يمكن العبور الي مستقبل أفضل .
كما تري المؤلفة أن العقد القادم سيشهد تطورا في نمط الحياة وأسلوب التفكير، فيجب أن نتخلي عن الأسلوب النمطي في أن يذهب الموظفون الي مكان عملهم في الصباح كدليل علي الانتظام في العمل فلم يعد هذا هو المعيار ويؤكد الكتاب علي فكرة "المكتب الافتراضي" فهي فكرة قائمة علي تشجيع عمل الموظفين من المنزل مع تزايد تكنولوجيا الاتصال الحديثة من فيديو كونفرانس والانترنت والهواتف المحمولة وهو ما يعود بالنفع علي صاحب العمل ويؤدي إلي انتاج العمل دون التقيد بمواعيد العمل .
وينطوي الكتاب علي 45 قصة نجاح حقيقية من عام 2020 وكل قصة تعد فصلا مستقلاً بذاته يشجع صغار رجال الاعمال في الهند علي اكتشاف فرص جديدة لرخاء وازدهار الهند.. ومن بين الأفكار التي تدعو اليها الكاتبة تشجيع المشروعات في المدن الصغيرة فتري انه من الأفضل لرجال الأعمال تسليط الضوء علي المدن الصغيرة.كما تري أن الاهتمام بتشغيل العمالة والقضاء علي البطالة هو واحد من الامور التي يجب أن ينظر إليها بعين الأهمية في العقد المقبل.
 


الهند مصنع العالم القادم


     تحقق الهند نجاحات على المستوى الاقتصادي عاماً بعد عام، فهي أكبر عاشر اقتصاد في العالم، كما أنها تصنع بين 30-45% من احتياجها من السيارات سنوياً، وتعد مواردها البشرية عالية التأهيل لذلك يتوقع أن تحقق خلال العام الماضي نموا اقتصاديا يزيد على نمو الاقتصاد الصيني لأول مرة في تاريخها.
هناك عوامل عديدة تلعب دورا في نجاح الهند، منها الضغوطات التي يشكلها الارتفاع المطرد في عدد السكان إذ يشكل تحديا كبيرا أمام الحكومة الهندية كونها بحاجة إلى 10 ملايين فرصة عمل سنويا منذ العام الجاري وحتى العام 2020، وهو رقم توظيف كبير جداً بكافة المقاييس ولكن ستكون مهمة التوظيف أقل صعوبة نظراً لتأهيل قواها البشرية كون 90% منها عالية التأهيل.
تسعى الهند إلى العضوية الدائمة لمجلس الأمن كما أنها تسعى لأن تكون من دول العالم المتقدم وما يحفز على ذلك رؤية الدولة ودفع نخبها المتعلم بذات الاتجاه من خلال رؤية 2020 التي رسمها رئيس الهند السابق أبو بكر زين العابدين عبد الكلام مع فريق مكون من 500 خبير، ولمن لا يعرف عبدالكلام فهو ضمن برنامج التسلح النووي والصاروخي الهندي وحصل على درجة الدكتوراه الفخرية من نحو 40 جامعة.
بالإضافة إلى امتلاك الهند للسلاح النووي إلا أنها ناشطة بشكل كبير في الصناعة فهي اليوم تصنع محلياً الأجهزة اللوحية لطلاب المدارس بما يعادل 20 دولارا كما أن سوق الأسهم يعد أكبر عاشر سوق أسهم على مستوى العالم بحجم تداولات يصل إلى 5.5 ترليونات ريال.
للإنصاف ليس كل ما في تجربة الهند مميزا فلا يزال لديها الكثير لتقوم به على مستوى البنية التحيتة والصحة العامة ولكنها على أقل تقدير تحقق وثبات نوعية في مختلف المجالات لا سيما في القطاعات الخدمية كتقنية المعلومات إذ إن القطاعات التقنية توفر 60% من فرص العمل في الاقتصاد الهندي وقواها البشرية في ذات القطاع متميزة عالميا ولعل تعيين ساتيا ناديلا رئيسا تنفيذيا لشركة ميكروسوفت في العام الماضي دليل على تميز كوادرها البشرية.
ما يهم في حياة الدول هو رسم رؤية لتحقيقها خلال عقد من الزمن أو أقل حيث إن آمن بها الجميع ستحقق التغيرات الاجتماعية والثقافية والفكرية والأمنية والاقتصادية التي تطمح إليها، وكل ذلك ليس مسؤولية الدول بمفردها وإن كانت المحرك الرئيس لها، بل مسؤولية جميع شرائح مجتمعاتها، وهذا هو أهم درس يمكن استخلاصه من تجارب الدول التي حققت نجاحات اقتصادية.

فصول الكتاب

وتنقسم صفحات الكتاب الـ 300 إلى 12 فصلا:
د.عبد الكلام مؤلف كتاب الهند 2020

ماذا تتصور البلدان لأنفسها؟

ويورد الكتاب تجارب بعض الدول المتطورة مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وماليزيا والصين واليابان مقدما الدعامات الأساسية التي انطلقت منها كل دولة من هذه الدول حتى خلقت بصمتها الخاصة بها .

تطور تقنية الرؤية 2020

ويفرد الكتاب فصلا كاملا للحديث عن رؤية الهند التكنولوجية للعام 2020 استنادا إلى قدراتها الأساسية مشيراً إلى دور الكفاءات الأساسية المحلية في تطوير هذه الصناعة.

الأغذية والزراعة والصناعة

وفي الفصل الرابع يتحدث الكتاب عن الغذاء والزراعة والصناعات الغذائية كمقوم أساسي للتطور الهندي مقدما جدولا عن حاجات المستقبل والتحديات التي قد تواجهها الزراعة في الهند والمشاكل البيئية والضغوط العالمية 

الصناعات الكيماوية والبيولوجية والصحة

كما يعرج الكتاب على الصناعات الكيميائية والثروات البيولوجية الحيوية مشددا على ضرورة اكتشاف قواعد المعرفة التقليدية بالبدء باستثمار متواضع نسبيا لاستنباط الثروات البيولوجية الحيوية.
ويؤكد الكتاب على أهمية تطوير الصناعة بصفتها تشكل دعامة أساسية لتقدم أي بلد من البلدان مشيراً إلى أهمية التركيز على هندسة المعلوماتية والقطاعات الهندسية والنسيجية 

خدمات وثروة الشعب

ويناقش الكتاب كذلك قطاع الخدمات باعتباره ثروة وجزءاً رئيسياً من الاقتصاد إضافة إلى مساهمته بجزء كبير من الاقتصاد المحلي مؤكدا على التركيز على اتصالات التسويق وخدمات تطوير التجارة والسياحة والموارد البشرية.

الصناعات الاستراتيجية

وتحت عنوان القوة تحترم القوة يمر الكتاب على قضية التطور العسكري الذي يجب ان يكون مقترنا بالأمن الغذائي والاقتصادي والتكنولوجيا وتطوير الانظمة النووية والبحثية وصناعات الصواريخ والأقمار الصناعية واجهزة الاستشعار المتطورة 

الرعاية الصحية للجميع

ولا يغفل الكتاب العناية الصحية ودورها في تطوير الهند وذلك باعتماد خطة تقوم على منع الأمراض وتفاديها والاهتمام بمياه الشرب والصرف الصحي.

تمكين البنية التحتية

ويختتم الكتاب بالحديث عن البنى التحتية الداعمة لتطور الهند والتي تتمثل بشكل اساسي بقطاع الكهرباء والطاقة والتكنولوجيا والتركيز على وحدات التصنيع التي تشمل المصانع الكبيرة والمتوسطة والقطاعات بالغة الصغر والشركات متعددة الجنسياتوالإعلام الايجابي .